الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: تاريخ ابن خلدون المسمى بـ «العبر وديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر» (نسخة منقحة)
وهو وتر مشهور لاستخراج المجهولات وعليه كان يعتمد ابن الرقام وأصحابه وهو عمل تام قائم بنفسه في المثالات الوضعية وصفة العمل بهذا الوتر المذكور أن ترسمه مقطعا ممتزجا بألفاظ السؤال على قانون صنعة التكسير وعدة حروف هذا الوتر أعني البيت ثلاثة وأربعون حرفا لأن كل حرف مشدد من حرفين.ثم تحذف ما تكرر عند المزج من الحروف ومن الأصل لكل حرف فضل من المسئلة حرف يماثله وتثبت الفضلين سطرا ممتزجا بعضه ببعض الحروف الأول من فضلة القطب والثاني من فضلة السؤال حتى يتم الفضلتان جميعا فتكون ثلاثة وأربعين فتضيف إليها خمس نونات ليكون ثمانية وأربعين لتعدل بها الموازين الموسيقية ثم تضع الفضلة على ترتيبها فإن كان عدد الحروف الخارجة بعد المزج يوافق العدد الأصلي قبل الحذف فالعمل صحيح ثم عمر بما مزجت جدولا مربعا يكون آخر ما في السطر الأول أول ما في السطر الثاني.وعلى هذا النسق حتى يعود السطر الأول بعينه وتتوالى الحروف في القطر على نسبة الحركة ثم تخرج وتر كل حرف كما تقدم تضعه مقابلا لحرفه ثم تستخرج النسب العنصرية للحروف الجدولية لتعرف قوتها الطبيعية وموازينها الروحانية وغرائزها النفسانية وأسوسها الأصلية من الجدول الموضوع لذلك وصفة استخراج النسب العنصرية هو أن تنفر الحرف الأول من الجدول ما طبيعته وطبيعة البيت الذي حل فيه فإن اتفقت فحسن وإلا فاستخرج بين الحرفين نسبة ويتسع هذا القانون في جميع الحروف الجدولية وتحقيق ذلك سهل على من عرف قوانينة كما هو مقرر في دوائرها الموسيقية ثم تأخذ وتر كل حرف بعد ضربه في أسوس أوتاد الفلك الأربعة كما تقدم واحذر ما يلي الأوتاد وكذلك السواقط لأن نسبتها مضطربة وهذا الذي يخرج لك هو أول مراتب السريان ثم تأخذ مجموع العناصر وتحط منها أسوس المولدات يبقى أس عالم الخلق بعد عروضه للمدد الكونية فتحمل عليه بعض المجردات عن المواد وهي عناصر الإمداد يخرج أفق النفس الأوسط وتطرح أول رتب السريان من مجموع العناصر يبقى عالم التوسط وهذا مخصوص بعوالم الأكوان البسيطة لا المركبة ثم تضرب عالم التوسط في أفق النفس الأوسط يخرج الأفق الأعلى فتحمل عليه أول رتب السريان ثم تطرح من الرابع أول عناصر الإمداد الأصلي يبقى ثالث رتبة السريان ثم تضرب مجموع أجزاء العناصر الأربعة أبدا في رابع رتب السريان يخرج أول عالم التفصيل والثاني في الثاني يخرج ثاني عالم التفصيل وكذلك الثالث والرابع فتجمع عوالم التفصيل وتحط من عالم الكل تبقى العوالم المجردة فتقسم على الأفق الأعلى يخرج الجزء الأول ومن هنا يطرد العمل في التامة وله مقامات في كتب ابن وحشية والبوني وغيرهما وهذا التدبير يجري على القانون الطبيعي الحكمي في هذا الفن وغيره من فنون الحكمة الإلهية وعليه مدار وضع الزيارج الحرفية والصنعة الإلهية والنيرجات الفلسفية والله الملهم وبه المستعان وعليه التكلان وحسبنا الله ونعم الوكيل.
|